وقال موسى: إن "الشعب العربي في هذه المرحلة التاريخية الحرجة لديه فرصة لكسر العدو الصهيوني إذا استغل فرصة ضعف الموقف الغربي أمام شعوب العالم، بعد أن تعرضت المنظومة الصهيونية والداعمة لها لضربات موجعة".

وأضاف أن طوفان الأقصى وجه ضربة مميتة للمشروع الصهيوني، لكن هناك ضرورة لتحرك عربي وإسلامي واسع للحفاظ على المكاسب وعدم السماح للعدو الصهيوني ورعاته باستعادة المبادرة.

وتطرق إلى تحول المزاج الشعبي في الدول الأوروبية بعد الإجرام الصهيوني الممتد على مدى عامين، مشيرًا إلى أن الغرب يطبق ازدواجية في المعايير، مستعرضًا تجربته في النمسا وألمانيا، حيث تعرضت أي فعاليات تضامنية مع فلسطين، مثل استخدام شعارات "من البحر إلى النهر"، للملاحقة القانونية والغرامات المالية، رغم أنها تعبر عن حق سياسي وقانوني.

وتابع موسى: "المحاكم الدستورية العليا في هذه الدول لم تمنع بشكل واضح الممارسات العنصرية، بل أيدت بعضها، وهذا كشف مدى عنصرية المنظومة الأوروبية".

ولفت إلى أن الحصار الإعلامي الغربي ومحاولات تقييد الرموز الفلسطينية والعلم الفلسطيني لم تمنع الشعب الفلسطيني من الصمود وتحقيق تأثير عالمي، مؤكدًا أن الصور التي نقلت الجرائم والتدمير والجوع كان لها تأثير كبير على المزاج السياسي والشعبي، لا سيما في الأشهر الستة الأخيرة.

كما تطرق موسى إلى التحولات السياسية الأوروبية، مشيرًا إلى أن بعض الأحزاب في بلدانها، مثل إسبانيا وأيرلندا، أظهرت مواقف داعمة لفلسطين، حيث ساهم طوفان الأقصى في إسقاط الصور النمطية التي حاول الكيان الصهيوني ترويجها عن نفسه كمظلوم وملتزم بالديمقراطية.

وأكد موسى أن الحراك الشعبي في أوروبا وأمريكا بدأ يظهر تأثيره، حيث تغير المزاج السياسي في صفوف الشباب والنخب الأكاديمية، مؤكدًا أن الإعلام البديل ومواقع التواصل الاجتماعي لعبت دورًا مهمًا في نقل الحقائق، خاصة فيما يتعلق بجرائم الاحتلال الصهيوني، مما أثر في مواقف جماعات وأحزاب غربية، بما فيها الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة.

ونوّه موسى إلى أن الصمود الفلسطيني ليس محصورًا بغزة وحدها، مشيرًا إلى أن نموذج اليمن يمثل رافعة داخل الأمة، حيث قدم شهداء على طريق القدس.

وأمضى قائلًا: "الفائز في هذه المعركة هو من يقدم الصمود والثبات، وليس من يساوم أو يخضع لضغوط الأطراف الغربية أو الأمريكية".

وأكد موسى ضرورة توحيد السردية الفلسطينية والحفاظ على الثوابت، بما في ذلك حق العودة، معبرًا عن أسفه للانحدار في صفوف الطموح العربي الذي انتقل من التمسك بحق العودة إلى السماح بالهجرة الطوعية للفلسطينيين من أراضيهم.

واختتم حديثه في لقائه الخاص على قناة المسيرة بالقول: إن "استمرار النضال هو الضمان لمواجهة السياسات الغربية الرسمية التي تتجاهل الحقوق الفلسطينية"، مؤكدًا أن الصمود الفلسطيني واليمني يمثل نموذجًا حيًا للمقاومة والوعي العربي المقاوم على المستوى العالمي.