-
العنوان:السلامُ المرعبُ لواشنطن
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:
-
التصنيفات:مقالات
-
كلمات مفتاحية:
في السياسة كما في علم النفس، هناك من لا يحتمل فكرة الشفاء، لأنّ مرض الآخرين هو مصدر قوّته، والولايات المتحدة نموذجٌ صارخ لهذا النمط: دولةٌ تتوجّس من أيّ سلامٍ حقيقي، وتخاف أن تنطفئ الحروب التي تعيش منها، فما يزعج واشنطن من اقتراب اتفاقٍ بين صنعاء والرياض ليس السلام ذاته، بل فقدان ورقة ضغطٍ استراتيجية، فكلّ محاولةٍ للتقارب تُقابَل بوجهٍ جديدٍ من "الحرص الدبلوماسي"، كأنّ الاضطراب وظيفةٌ وليس حالةً طارئة.
حين تتحدث الإدارة الأمريكية عن "القلق من مسار الاتفاق"، فهي تعبّر عن توترٍ استثماري لا قلقٍ إنساني، فاليمن المستقر لا يحتاج وسطاءَ ولا قواعدَ عسكرية، واليمن القوي يعني شرقًا أوسطَ أقلَّ ابتزازًا وأكثر وعيًا بمصالحه، وهذه في ميزان السياسة الأمريكية جريمةٌ لا تُغتفر.
من المفارقات المضحكة أن واشنطن التي ترفع شعارات "حقوق الإنسان" و"حرية الشعوب"، تغضّ الطرف عن المجازر في غزة وتزوّد القاتل بالذخيرة تحت شعار "الدفاع عن النفس"، وهذه ازدواجيةٌ في المعايير، ومرضٌ مزمنٌ في الضمير السياسي الغربي: التبرير باسم القيم.
اليمن، حضارةُ سبعة آلاف عام، لا يحتاج دروسًا في "الإصلاح السياسي" من دولةٍ لم تتقن سوى فنّ صناعة الأزمات، ويكفي النظر إلى خرائط الخراب من العراق إلى ليبيا إلى أفغانستان لنعرف أن ما يُسمّى بـ "المبادرات الأمريكية" هو الاسم الآخر للهدم البطيء.
اليوم، ترفع أمريكا وكيان العدو الإسرائيلي، مستعينةً بأدواتها الإقليمية، رايةَ التهديد بالحرب.. مرحبًا بهم: أهلًا وسهلًا، تفضلوا، تشفَوا، فكلّ تهديدٍ يزيد تصميم اليمنيين على الصمود والبحث عن سلامٍ يُبنى من الداخل لا يُفرَض من الخارج.
روما في آخر أيامها كانت تفتعل الحروب لتُثبت أنّها ما زالت قوية، حتى انهارت من الداخل. ويبدو أنّ واشنطن تسير في الطريق نفسه، فكلّما اقترب السلام شعرت بالخوف من فقدان مبرّر وجودها كقوةٍ عظمى، لكنّ التاريخ له منطقه: الإمبراطوريات التي تتغذّى على الضعف تضعف حين يشتدّ وعي الشعوب، واليمن الذي واجه الحصار والجوع والحرب بدأ يُدرِك أن قوته في وحدته، لا في إذنٍ من واشنطن ولا في رضى السفير.
سلامُ اليمن لن يُصاغ في دهاليز البيت الأبيض، بل في إرادة أبنائه وحقّهم المشروع بأن يعيشوا بكرامةٍ على أرضٍ حرة، بعيدًا عن وصايةِ من يخافون من انتهاء الحرب لأنهم لا يعرفون كيف يعيشون بدونها.
باحث في علم النفس الاجتماعي – جامعة صنعاء
تغطية إخبارية | عن الذكرى 58 لعيد الجلاء 30 نوفمبر | مع أنس القاضي وعلي الكردي وأحمد العليي ومحفوظ ناصر 10-06-1447هـ 30-11-2025م
🔵 تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات سوريا و غزة والضفة الغربية و | مع وليد درويش و د. محمد هزيمة و عدنان الصباح و فارس احمد 08-06-1447هـ 28-11-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة ولبنان | مع عمر عساف و طارق عبود و عمر معربوني 07-06-1447هـ 27-11-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة والضفة الغربية و لبنان | مع د. وليد محمد علي و د. نزار نزال و صالح أبو عزة و العقيد أكرم كمال و د. محمد هزيمة 07-06-1447هـ 27-11-2025م
الحقيقة لاغير | عندما يحتفل العملاء بذكرى الاستقلال وثورة الرابع عشر من أكتوبر 11-06-1447هـ 01-12-2025م
الحقيقة لاغير | ذكرى الاستقلال عام ( ١٩٦٧م ) تفضح العملاء والخونة في العام ( ٢٠٢٥م) 09-06-1447هـ 29-11-2025م