ومؤخرًا، بلغت الشهية الصهيونية حدًّا لافتًا، حيث وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان توغّل قوة عسكرية صهيونية مؤلفة من خمس آليات رباعية الدفع، انطلاقًا من قرية العشة باتجاه حي الربيعة والأراضي الزراعية شمال بلدتي الرفيد وعين العبد بريف القنيطرة الجنوبي، قبل أن تتابع تحرّكها نحو قاعدة تلّ الأحمر الغربي، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيّرة التابعة للكيان في أجواء المنطقة.

كما توغلت دبابتان داخل بلدة الحميدية بريف القنيطرة الأوسط، بالتزامن مع استنفار عسكري واسع في المواقع المحيطة. وفي تحرك آخر، تقدّمت ثلاث دبابات وعدد من السيارات العسكرية قرب حاجز الصقري القديم، على بداية أوتوستراد السلام، بعد انطلاقها من قاعدة القنيطرة المهدّمة.

وفي السياق ذاته، سُجّل توغّل أربع دبابات أخرى باتجاه بلدة الصمدانية، ترافقها مجموعة من الآليات العسكرية، كما توغلت قوات العدو الصهيوني على طريق بلدتي طرنجة وحضر في ريف القنيطرة، حيث أقامت حاجزًا مؤقتًا على الطريق الواصل بين البلدتين.

وتزامنت هذه التحركات مع تحليق مكثف لطائرة مروحية صهيونية فوق الريف الشمالي للمحافظة. وفي تحرك منفصل، توجهت آليتان عسكريتان وعدد من الجنود الصهاينة من منطقة تلّ الأحمر الغربي نحو قاعدة تلّ الأحمر الشرقي بريف القنيطرة الجنوبي، في تصعيد واضح للتحركات العسكرية للعدو على طول خطوط التماس مع الأراضي السورية، دون تسجيل أي احتكاك مباشر مع المدنيين أو تنفيذ عمليات تفتيش واعتقال.

وفي إطار التوسع الميداني ذاته، نصبت قوات الاحتلال الصهيوني حاجزًا على الطريق الواصل بين بلدتي جبا وخان أرنبة، نفذت خلاله عمليات تفتيش وتدقيق في هويات المارة، كما أطلقت قنابل مضيئة فوق منطقة الصقر على أطراف بلدة جبا، وصادرت عددًا من الدراجات النارية العائدة للمدنيين، وسط تحليق مكثف لطيران الاستطلاع في سماء المنطقة.

وفي تطور لاحق، توغلت قوات الاحتلال بست سيارات عسكرية قرب تلّ كروم في ريف القنيطرة الأوسط، في استعراض ميداني جديد يعكس استمرار التمدد العسكري الصهيوني داخل الأراضي السورية.

سوريا اليوم تتآكل أرضها على مدار الساعة، ويتلاشى أملها المائي والغذائي في كل دقيقة، أمام شهية صهيونية لا تشبع ولا تقنع.

سوريا المقاومة، وقد أصبحت على المائدة الصهيونية، تطرح أسئلة وجودية للأمن القومي العربي، ولـ"الحضن العربي"، ولتحالفاتٍ رفعت شعارات "الشرعية" و"الحرية" و"الديمقراطية"، لكنها توارَت حين حان الامتحان الحقيقي.

أين الجيوش التي بُنيت؟ وأين السلاح الذي اشتُري؟ وأين المواقف التي وُعدت بها الشعوب؟

أسئلة مفتوحة على وجع الأمة، في وجه عدوٍّ لا يعرف إلا التهام الأرض والسيادة، لقمة بعد أخرى.