وقال العلامة ناجي في لقاء مع قناة المسيرة، اليوم الجمعة: إن عامين من "الطوفان" أظهرا بوضوح حقيقتين متقابلتين داخل الأمة: فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان معه، لافتًا إلى أن تلك المرحلة كشفت خيانة الأنظمة العربية والإسلامية، وخاصة بعض دول الخليج التي تخلت عن مسؤولياتها، في حين تجلى الموقف الإيماني العظيم للشعب اليمني وقيادته.

وأشار إلى أن اليمنيين الذين وُصفوا زورًا بالإرهاب منذ عام 2015، برهنوا للعالم أنهم أصحاب موقف إنساني وأخلاقي لا يقبل المساومة أو التراجع، مؤكدًا أن الشعب والقيادة والقوات المسلحة اليمنية خاضوا معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس بثبات وتطور لافت، وهزموا الولايات المتحدة مرتين في البحر الأحمر رغم تفوقها العسكري.

وأوضح العلامة ناجي أن العامين الأخيرين كشفا زيف الحضارة الغربية التي ترفع شعارات حقوق الإنسان والحرية، بينما تمارس أبشع الجرائم بحق الشعوب، مشددًا على أن الغرب وأمريكا والكيان الصهيوني يمثلون وجهاً واحداً للإرهاب العالمي.

كما اعتبر أن سقوط دعايات الغرب وفضح جرائم العدو الإسرائيلي، مثّل انقلابًا في الوعي العالمي، حيث باتت الشعوب الغربية نفسها، في أمريكا وبريطانيا، تخرج بمئات الآلاف للتنديد بالعدوان ودعم فلسطين.

شعب يمني واحد: لا فرق بين دولة وجيش وأمة في معركة "الفتح الموعود"

🔹 العلامة فؤاد ناجي - عضو رابطة علماء اليمن pic.twitter.com/1DSUVDUWwm

— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) October 24, 2025

وذكر العلامة ناجي أن الحشود الشعبية التي امتدت إلى آلاف الساعات والمواقع داخل البلاد وخارجها لم تكن مجرد مظاهرة عابرة، بل كانت "ممارسة جهادية" ومظهراً من مظاهر الدعم المادي والمعنوي الذي قَدّمه اليمنيون للشعب الفلسطيني، موضحاً أن هذه المشاركة شملت تبرعات وحملات تضامن وإعداداً كمياً عبر دورات تدريبية حملت اسم "دورات طوفان الأقصى"، وإنها جذبت أعداداً كبيرة من الراغبين في الانخراط ضمن الجهوزية الشعبية.

وأفاد ناجي أن الاحتشاد الشعبي لم يقتصر على الداخل، بل امتد إلى عواصم غربية واحتل ساحات الاعتراض أمام السفارات والمقار الدولية، ما أعطى القضية الفلسطينية زخماً إعلامياً وسياسياً على مستوى العالم، مشيراً إلى أن هذه الحراكات أثّرت في وعي الجماهير وفتحت مساحات تضامن واسعة في أوساط الشعوب الأجنبية، كما شهدت تظاهرات مناوِئة أيضاً داخل بعض العواصم الأوروبية والأمريكية.

ورأى العلامة ناجي أن التجاوب الشعبي والاحتشاد المستمر قد أكسب القضية الفلسطينية "حيوية وقوة" مضيفاً أن القوات المسلحة اليمنية تقف إلى جانب هذا الموقف الشعبي، ولا انفصال بين الدولة والشعب والجيش في هذه المرحلة، معتبراً أن الاندماج بين هذه العناصر يمثل ركيزة في مسار "الفتح الموعود".

ونوّه إلى أن بعض الدول والمواقف كانت مخيبة للآمال، مشدّداً على أن التجربة كشفت أيضاً عن تمايز واضح بين أصوات مؤيدة وصامتة أو متخاذلة من داخل الأمة، وهو ما اعتبره معيار فرز للولاءات والمواقف أثناء هذه المحنة الإقليمية.

ميدانياً، أكّد ناجي أن الحضور الشعبي شمل أنشطة دعم متنوعة، من جمع تبرعات إلى المشاركة في ساحات ومسيرات مستمرة، معتبراً أن ذلك مثال على الالتزام الجماهيري الذي لا يتوقف عند حدود الكلام فقط.