-
العنوان:مدينة الحديدة القديمة.. عبق التاريخ المهدد بالاندثار!
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:على ضفاف البحر الأحمر، تقف مدينة الحديدة القديمة أو ما يعرف اليوم بـ"حارة السور"، شاهدةً على ستة قرون من التاريخ والعراقة. هذه المدينة التي كانت يوماً ما مركزاً تجارياً وثقافياً يعج بالحياة، تحولت اليوم إلى مدينة منسية تتنفس بصعوبة تحت غبار الإهمال وملامح الانهيار.
-
التصنيفات:تقارير وأخبار خاصة
-
كلمات مفتاحية:
المدينة القديمة في الحديدة، التي كانت محاطة بخمسة أبواب رئيسية هي: باب مشرف، باب النقل، باب الساحل، باب التحرير، وباب الحوك، لم يتبقَّ منها سوى باب مشرف الذي لا يزال صامداً رغم عوامل التعرية والزمن. أما بقية الأبواب، فقد ابتلعتها يد الإهمال، وتوارى أثرها كما توارى سكان الحارة الذين غادروها خوفاً من انهيار البيوت القديمة فوق رؤوسهم.
يقول أحد أبناء المدينة لقناة المسيرة:
"هذه الحارة لم تعد كما كانت، بيوتها التاريخية آيلة للسقوط، وسكانها هربوا
منها، نطالب الجهات المعنية أن تنقذ ما تبقى منها، تماماً كما تهتم بصنعاء القديمة
وزبيد وجبلة."
في قلب الحديدة القديمة، يقف المبنى
التاريخي العتيق الذي كان مقراً لممثل الحكم العثماني ثم لمتصرف المدينة في العهد
الإمامي.
يتميز المبنى بطرازه المعماري الفريد
وزخارفه الهندسية الدقيقة ونقوشه التي تحمل خط المسند اليمني القديم، ليشكّل واجهة
حضارية نادرة للحديدة.
ويستعيد المؤرخون ذكرى هذا المكان في
كتابات محب الدين الخطيب، الذي أشار إلى أن المبنى كان مقراً للحاكم التركي، ثم
تحوّل لاحقاً إلى مدرسة ومكتبة عشائرية بين عامي 1908 و1910، قبل أن يصبح مقراً
رسمياً في عهد الإمام يحيى بن حميد الدين.
ورغم القيمة التاريخية والمعمارية التي
يحملها، يقف المبنى اليوم على "قدمين مرتعشتين، كما وصفه أحد المهندسين
المحليين، مهدداً بالانهيار في أي لحظة، وسط غياب شبه تام لأعمال الترميم أو
الترميم الوقائي.
تحتضن المدينة القديمة أيضاً أربعة
مدبات تاريخية كانت تزود سكان الحديدة بالمياه العذبة على مدى قرون، هي:
مدب المشرع
مدب الصديقية
مدب المطراق
مدب باب مشرف
هذه المنشآت الهندسية المائية تشهد على
عبقرية الإنسان اليمني في إدارة الموارد المائية قديماً، لكنها اليوم تعاني من
الإهمال والتخريب، حتى أن المدب الخامس في مديرية الحوك دُمر كلياً ولم يعد له
أثر.
البيوت الحجرية ذات النوافذ الخشبية
المزخرفة والممرات الضيقة المبلطة ما زالت تروي حكايات أجيال مضت، لكنها في
المقابل تئن تحت وطأة الزمن والتجاهل.
الخبراء في التراث يؤكدون أن المدينة
القديمة تمثل أحد أهم الموروثات التاريخية في تهامة واليمن عموماً، وأن فقدانها
سيكون خسارة لا تعوض للذاكرة الوطنية.
ويحذر مختصون من أن استمرار الوضع
الحالي سيؤدي إلى طمس معالم المدينة نهائياً خلال سنوات قليلة، ما لم تتدخل الجهات
الحكومية والهيئات المختصة لإطلاق مشروع إنقاذ شامل يشمل الترميم، والتوثيق،
وإعادة إحياء النشاط السياحي والثقافي في المنطقة.
المجتمع المحلي وناشطو التراث في
الحديدة يطالبون اليوم الدولة والسلطات المحلية والمنظمات الدولية المعنية بالتراث
الثقافي، بأن تتعامل مع الحديدة القديمة كما تعاملت مع صنعاء القديمة وزبيد وجبلة،
عبر إدراجها ضمن مشاريع الصيانة والحماية المعمارية، وإنقاذ ما تبقى من معالمها
قبل أن يبتلعها النسيان.
يقول أحد أبناء المدينة: "الحديدة
القديمة ليست حجارة فقط، بل تاريخ، وهوية، وذاكرة مدينة بأكملها. إذا ضاعت، ضاع
جزء من اليمن".
وهكذا،
تبقى الحديدة القديمة مدينةً تواجه الموت بصمت، تحرسها جدران مائلة وأبواب صامدة،
بانتظار من يعيد إليها الحياة، ويحفظ عبقها الذي يتجاوز قروناً من الحضارة اليمنية
الأصيلة.
تغطية إخبارية | عن الذكرى 58 لعيد الجلاء 30 نوفمبر | مع أنس القاضي وعلي الكردي وأحمد العليي ومحفوظ ناصر 10-06-1447هـ 30-11-2025م
🔵 تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات سوريا و غزة والضفة الغربية و | مع وليد درويش و د. محمد هزيمة و عدنان الصباح و فارس احمد 08-06-1447هـ 28-11-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة ولبنان | مع عمر عساف و طارق عبود و عمر معربوني 07-06-1447هـ 27-11-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة والضفة الغربية و لبنان | مع د. وليد محمد علي و د. نزار نزال و صالح أبو عزة و العقيد أكرم كمال و د. محمد هزيمة 07-06-1447هـ 27-11-2025م
الحقيقة لاغير | عندما يحتفل العملاء بذكرى الاستقلال وثورة الرابع عشر من أكتوبر 11-06-1447هـ 01-12-2025م
الحقيقة لاغير | ذكرى الاستقلال عام ( ١٩٦٧م ) تفضح العملاء والخونة في العام ( ٢٠٢٥م) 09-06-1447هـ 29-11-2025م