يمكن تلخيص خطاب ترامب وترامب ذاته باعتباره التجلي الأبرز لازمة العولمة في عقر دارها بما تعنيه العولمة أو الكوكبة من تمييع للتمايز بين الشعوب وإلغاء الحدود أمام حرية انتقال السلع ورؤوس الأموال عبر العالم .

خطاب ترامب خطاب انقلابي على العولمة وانقلاب على المؤسسة السياسية الراعية لها بكل ما تعنيه الكلمة

تحدث ترامب عن العمال والطبقة الوسطى

تحدث عن انهيار المصانع وتسريح العمال

تحدث عن أمركة العمالة وحماية الحدود

تحدث عن استعادة السلطة من واشنطن و‘عادتها للشعب

تحدث عن استعادة المصانع الأمريكية خارج الحدود

تحدث عن القومية الأمريكية ولم يتحدث عن العالم الذي يجب أن يتكيف مع قيم العولمة الليبرالية التي تمثل نهاية التاريخ وفقا للعقيدة الفوكوماوية

تحدث عن أمريكا كثيرا والعالم بشكل مقتضب (تقريبا 90%من الخطاب كان موجه للداخل )

لنترك جانبا التناقض في شخصية ترامب البرجوازي الذي يريد أن يتحدث نيابة عن العمال والطبقات التي طحنتها العولمة .

الواضح أن مفاسد العولمة لم تقف عند حدود الدول النامية بل ضربت البلد المنشأ أعنى الولايات المتحدة.

سياسة الانفتاح الاقتصادي دفعت طبقة راس المال الأمريكي الى الانطلاق خارج الحدود وغادرت الاف المصانع بحثا عن العمالة الرخيصة والضرائب المنخفضة في الصين وبعض دول شرق آسيا التي توفر عمالة على تأهيل عالي ورخيصه ,وحركت المؤسسة السياسية القائمة على نظام العولمة الأساطيل الأمريكية لحماية مصالح الطبقة الرأسمالية لكن تحت عناوين مموهه مثل نشر الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان .

كان المستفيد الأكبر من سياسة الانفتاح الاقتصادي هي الصين وبعض دول شرق اسيا التي توفر كما سبق العمالة الجيدة ومنخفضة الأجر وبالنسبة لأمريكا كان المستفيد الوحيد من سياسة الانفتاح هو طبقة راس المال التي راكمت ثروات هائلة بينما كان المتضرر الأكبر الطبقة الوسطى و آلاف من العمال الذي وجدوا أنفسهم على رصيف البطالة بعد مغادرة الاف المصانع .

العرب لا في العير ولا في النفير مجرد سوق للاستهلال وجغرافيا للمواد الخام

طيب ترامب يريد أن ينكفىء على الداخل فهل يعني ذلك أنه سيكون الأفضل بالنسبة لمنطقتنا العربية ؟

ليس بالضرورة التغير الذي سيحصل أن ترامب لن يقاتل من أجل نشر الديمقراطية ولا من أجل حقوق الإنسان وغيرها من العناوين الزايفة التي يرفعها متعهدي العولمة الراسمالية لخدمة مصالحهم

ترامب سيقاتل على طريقة الاستعمار القديم وبأجور مرتفعة فقط.