وفي 21 مسيرةً جماهيرية على امتداد مختلف المديريات، وتحت شعار "رفضاً للمؤامرة الصهيوأمريكية .. وثباتاً مع غزة حتى النصر"، ترددت هتافات البراءة من أمريكا وكيان العدو الصهيوني، وتجلّى الموقف الإيماني الثابت لأبناء مأرب الذين لطالما كانوا في مقدمة الصفوف كلما دعاهم الواجب لنصرة الحق والمستضعفين.

وفي ساحة الجوبة، احتشد أبناء المربع الجنوبي في مسيرةٍ حاشدة رفعوا خلالها شعارات التحدي في وجه قوى الطغيان، مؤكدين أن فلسطين ليست مجرد قضية، بل عقيدة وهوية وموقف لا يقبل المساومة.

وفي صرواح، حيث تعانق الجبال ذاكرة المجد السبئي بنبض الكرامة اليمانية، خرجت الجماهير في ساحات سوق صرواح وآل حنتش والردامنة والمحجزة، بحضور محافظ المحافظة علي طعيمان، لتجدد العهد بالمضي في درب المقاومة والثبات حتى يتحقق الوعد الإلهي بالنصر والفتح المبين.

أما في المربع الشمالي، فقد شهدت مديرية مجزر مسيرة جماهيرية حاشدة بساحة الحصون، عبّر المشاركون فيها عن رفضهم لما يسمى "خطة ترامب"، مؤكدين أنها ليست سوى محاولة لإنقاذ الكيان الصهيوني وإضفاء الشرعية على اغتصابه للأرض والمقدسات، وأن أمريكا وإسرائيل وجهان لعملة واحدة في العدوان والفساد والإجرام.

وفي مديرية حريب القراميش، انطلقت مسيرات متعددة في ساحات شجاع والحزم وباب حرة والإمام علي، أرسل خلالها أبناء المديرية تحاياهم لكل أحرار العالم الواقفين مع فلسطين، داعين إلى مواصلة الحراك الشعبي والإعلامي والسياسي حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.

وفي بدبدة، رُفعت الأعلام وهتفت الحناجر ابتهاجاً بعمليات القوات المسلحة اليمنية ضد العدو الصهيوني وملاحة الشركات المتواطئة معه، مؤكدين أن هذه الضربات تأتي ضمن واجب النصرة الإيمانية والإنسانية، داعين إلى تكثيف العمليات النوعية دفاعاً عن كرامة الأمة.

ولم تقتصر الأصوات على هذه المديريات، فقد شهدت ساحات قانية والعمود والطارف والعادي بجبل مراد، إضافة إلى رحبة والعبدية وحريب آل جناح، مسيرات ووقفات غاضبة، دعا المشاركون فيها الشعوب العربية والإسلامية إلى التحرّك العاجل نصرةً لغزة ومقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية، كسلاح شعبي مؤثر في وجه العدو وأعوانه.

وأكد بيان صادر عن مسيرات مأرب أن هذا الحراك الجماهيري المتصاعد نابع من موقفٍ إيمانيٍّ خالص، يزداد رسوخاً كلما اشتدت المؤامرات، ويقينٍ بأن الله مع الصابرين والمجاهدين في سبيله، وأن الحق لا يُخذل ما دام أهله متمسكين به.

وجدد أبناء مأرب قناعتهم الراسخة بأن الأمريكي هو الوجه الآخر للصهيوني، وأن كليهما شريكان في العدوان والظلم، وأن ما يُسمى بخطط السلام ليست إلا غطاءً للهيمنة والنهب والاستعمار الجديد.

كما وجّه البيان التحية لكل أحرار العالم الذين يقفون إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، داعياً إلى مزيدٍ من الوعي بخبث المؤامرات وأساليب الخداع التي يحاول بها العدو الالتفاف على المواقف المشرفة والجهود الصادقة.

وشدد البيان على أن التحرك الشعبي والرسمي في اليمن لن يتوقف، لأنه تحرك نابع من ضمير الأمة وواجبها المقدس، وأن نصرة غزة هي نصرة لكل القيم الإنسانية، وفضح للمجرمين الذين يسعون إلى طمس الحقائق وتزييف العدالة.

وهكذا، تكتب مأرب اليوم فصلاً جديداً من فصول المروءة اليمنية، مؤكدةً أن قضيتها مع فلسطين ليست وليدة اللحظة، بل هي امتدادٌ لعقيدةٍ آمنت منذ القدم بأن الوقوف مع المظلوم شرف، وأن مقاومة الطغيان طريق الأنبياء والأحرار.