وعبّر عن تأييده للآراء التي عقّبت على تصريحات المبعوث الأمريكي براك بشأن حديثه عن تسليح الجيش اللبناني، مؤكداً أن هذه التحركات لا تهدف إلى مساعدة لبنان على مواجهة اعتداءات الكيان الصهيوني، بل إلى إشعال صراع داخلي وتأجيج نار الفتنة في لبنان، ما يمنح القوى المطالِبة بنزع سلاح المقاومة ذريعة إضافية للضغط في هذا الاتجاه.

وأكد ترشيشي أن هناك مواقف لبنانية رافضة لهذه الطروحات، أبرزها موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري، وكذلك رئيس الحكومة نواف سلام الذي استنكر تصريحات براك، مشدداً على أن ما طُرح مردود على الأمريكيين و"الإسرائيليين"، خاصة وأن لبنان نفّذ التزاماته كافة بموجب القرار 1701، فيما لا يزال "الكيان الصهيوني" يرفض الانسحاب من الأراضي التي احتلها ويواصل عدوانه بشكل يومي، مصحوباً بالجرائم المروعة بحق المدنيين.

وتابع قائلاً: "الجنوب اللبناني شاهد حي على التزام لبنان بوقف إطلاق النار، في حين أن الكيان الصهيوني لم يلتزم منذ اليوم الأول، بل يسعى لإقامة حزام أمني يمتد من جنوب لبنان حتى الجنوب السوري، ضمن مشروعه لتغيير المعادلات الإقليمية وترسيخ ما يسميه (إسرائيل الكبرى)".

ولفت ترشيشي إلى أن المشروع الصهيوني لم يعد مجرد حلم أو خريطة على الورق، بل يجري العمل على فرضه كأمر واقع على الأرض، وهو ما يحمّل الدول العربية والإسلامية مسؤولية كبرى للتصدي لهذا الخطر، خصوصاً مع تزايد الحديث عن مخططات لضم غزة والضفة الغربية إلى الكيان الصهيوني.

وكشف أن هناك محاولات لاستدراج سوريا إلى اتفاق تطبيع كامل مع كيان العدو، وأن الحديث يجري عن لقاء ثلاثي قد يجمع الرئيس السوري أحمد الشرع مع نتنياهو برعاية أمريكية، مؤكداً أن مثل هذا الاتفاق، إذا حصل، سيكون مقدمة لمحاصرة لبنان والمقاومة.

وأضاف أن الكيان الصهيوني يراهن على هذا الاتفاق لاستغلاله في شن عدوان جديد على لبنان، سواء عبر جبهة الجنوب أو من البقاع الشرقي، مشدداً على أن الوضع خطير للغاية، لا سيما في ظل استمرار العدو بخرق وقف إطلاق النار عبر الطائرات المسيّرة والحربية، ومنع إعادة الحياة إلى المناطق الحدودية الجنوبية وتدمير المنازل، في إطار مساعيه لإقامة منطقة عازلة خالية من السكان والسلاح.

وفي ختام حديثه للمسيرة، نوّه ترشيشي إلى أن الوضع في لبنان والمنطقة يتجه نحو مزيد من الخطورة بفعل التعنت الصهيوني والدعم الأمريكي، داعياً إلى موقف عربي وإسلامي موحد لمواجهة هذا المشروع الذي يستهدف الجميع.