-
العنوان:صناعة الإحباط وتغذية اليأس كسلاح في الحرب الناعمة
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:في غِمار المعركة الشاملة التي تخوضها اليمن، لا يقتصر الصراعُ على ساحات الوغى وميادين القتال المادية، بل يمتدُّ إلى الجبهةِ الأكثرِ حساسيةً وتعقيدًا: الجبهة النفسية.
-
التصنيفات:مقالات
-
كلمات مفتاحية:
لقد باتت سيكولوجيا الاستهداف هي الأدَاة
الأكثر فتكًا في ترسانة العدوان الناعمة، حَيثُ يتم توظيف آليات نفسية دقيقة لزرع
اليأس والإحباط في الوعي الجمعي؛ بهَدفِ شلّ الإرادَة المقاومة وتفكيك اللحمة
الداخلية. إنها حرب عقلية تُدار بخبث، لا تسعى إلى هزيمة الجيوش، بل إلى هزيمة
الروح.
تعتمد هذه الاستراتيجية على مبدأين أَسَاسيين:
أولهما، صناعة الإحباط من خلال تضخيم الإخفاقات وتهميش الانتصارات. عبر آلة
إعلامية ضخمة، يُركز العدوّ على أية ثغرة أَو نقص، ويُضخِّمها حتى تبدو وكأنها
نهاية المطاف، بينما تُهمَّش الإنجازات الاستراتيجية والتضحيات العظيمة التي
يقدمها الشعب. هذه العملية ليست مُجَـرّد تحريف للحقائق، بل هي عملية هندسة نفسية
تهدف إلى تغيير منظور المواطن ليصبح أسيرًا للسلبيات، عاجزًا عن رؤية النور، مصداقًا
لقوله تعالى: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن
كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ (آل عمران: 139).
أما المبدأ الثاني، فهو تغذية اليأس
من خلال بث خطاب الهزيمة والتبعية. يتم الترويج لفكرة أن المقاومة لا جدوى منها، وأن
القوى المعادية لا تُقهر، وأن السبيل الوحيد للنجاة هو الاستسلام والقبول بالوصاية.
هذا الخطاب لا يستهدف فقط إضعاف العزيمة، بل يعمل على إفراغ الوعي من مضمونه
الجهادي، وتحويل الإنسان من فاعل إلى مُجَـرّد متلقٍ سلبي، لا يرى في مستقبله إلا
طريقًا مسدودًا. وفي ذلك يحذرنا القرآن الكريم من اليأس بقوله: ﴿إِنَّهُ لَا
يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ (يوسف: 87).
إن المواجهة الحقيقية لهذه الحرب
النفسية لا تكمن في الرد الإعلامي التقليدي فحسب، بل في تعزيز الوعي الذاتي وإعادة
بناء منظومة القيم الإيجابية. يجب أن ندرك أن هذه الهجمات النفسية هي في جوهرها اعتراف
ضمني بفشل العدوّ في تحقيق أهدافه عسكريًّا، ولذلك لجأ إلى حرب العقول. إن سلاحنا
الأقوى هو إدراكنا العميق لهذه المؤامرة، وتحويل الإحباط الموجه إلى دافع للمزيد
من الصمود والتحدي، وإدراكنا أن ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ
إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ﴾ (الطلاق: 3). إن إفشال هذه المؤامرة هو انتصار لا
يقل أهميّة عن أي نصر عسكري.
تغطية إخبارية | عن الذكرى 58 لعيد الجلاء 30 نوفمبر | مع أنس القاضي وعلي الكردي وأحمد العليي ومحفوظ ناصر 10-06-1447هـ 30-11-2025م
🔵 تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات سوريا و غزة والضفة الغربية و | مع وليد درويش و د. محمد هزيمة و عدنان الصباح و فارس احمد 08-06-1447هـ 28-11-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة ولبنان | مع عمر عساف و طارق عبود و عمر معربوني 07-06-1447هـ 27-11-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة والضفة الغربية و لبنان | مع د. وليد محمد علي و د. نزار نزال و صالح أبو عزة و العقيد أكرم كمال و د. محمد هزيمة 07-06-1447هـ 27-11-2025م
الحقيقة لاغير | عندما يحتفل العملاء بذكرى الاستقلال وثورة الرابع عشر من أكتوبر 11-06-1447هـ 01-12-2025م
الحقيقة لاغير | ذكرى الاستقلال عام ( ١٩٦٧م ) تفضح العملاء والخونة في العام ( ٢٠٢٥م) 09-06-1447هـ 29-11-2025م