وافتتح حديثه بالتأكيد على أن شهر ربيع الأول هو مناسبة تتجدد فيها صلة الأمة برسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، الذي وصفه بأنه "أعظم نعمة وأكبر بشرى وهبة من الله للإنسانية".

وأشار القروطي إلى أن اليمنيين، رغم الحصار والعدوان، يحيون ذكرى المولد النبوي الشريف بإيمان وفرح عظيم، معبرين عن ولائهم للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، في مظاهر اجتماعية وشعبية تعكس تمسكهم بالرسالة المحمدية، تمامًا كما فعل الأنصار في المدينة زمن البعثة.

القرآن الكريم.. المصدر الأول لفهم السيرة

شدد الدكتور القروطي في حديثه على أن القرآن الكريم هو الوثيقة الإلهية الوحيدة المحفوظة من التحريف، والتي يجب أن تكون المصدر الأول والمرجعية الأساسية في فهم سيرة رسول الله وسير الأنبياء جميعًا.

 وقال: "حينما نغيب الأنبياء عن واقعنا، ونستبدلهم بالرموز الزائفة من مشاهير الكرة والفن والموضة، فإننا نتيه كأمة وتفقد الأمة مسارها".

وأكد أن كثيرًا من كتب السير والتراث الإسلامي وقعت ضحية التحريف، لا سيما الإسرائيليات، التي شوهت جوانب عديدة من السيرة النبوية، داعيًا إلى التعامل معها بوعي نقدي ومرجعية قرآنية صارمة.

سيرة الأنبياء ليست مفاجئة.. بل إعداد إلهي مسبق

تطرق القروطي إلى مغالطة شائعة في بعض كتب السيرة، التي تصوّر أن النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، تفاجأ بالرسالة أو أنها بدأت فجأة، مشيرًا إلى أن الأنبياء جميعًا خضعوا لإعداد إلهي خاص قبل تلقي الوحي.

وقال: "هل يُعقل أن يختار الله نبيًا من بين الناس بشكل مفاجئ دون إعداد؟! قطعًا لا. الأنبياء تم إعدادهم روحيًا ونفسيًا منذ نشأتهم".

وأوضح أن هذه المسألة غُيبت عمدًا لتفريغ الرسالة من مضمونها التربوي والروحي، وبالتالي فصل الناس عن النموذج النبوي الحقيقي.

أهمية عودة الأمة إلى سيرة الأنبياء

أبرز القروطي في ختام حديثه أن انحدار الواقع العربي والإسلامي اليوم، وما تشهده الأمة من احتلال، إذلال، ومهانة، خصوصًا في فلسطين وغزة، هو نتيجة لغياب المنهج النبوي من حياة الأمة، واستبداله بثقافات استهلاكية لا تنتج إلا الذل والانحطاط.

وأكد أن العودة إلى سيرة النبي والأنبياء، ليست ترفًا فكريًا، بل ضرورة مصيرية، وقال: "لن نعرف طريقنا إلى الله إلا عبر أنبيائه، ولن نستعيد عزتنا إلا إذا أعدنا سيرة النبي محمد ﷺ إلى مركز حياتنا، من القرآن أولاً، لا من كتب مشوهة".

وختم القروطي الحلقة بالتأكيد على أن "تاريخ الرسالة" سيكون مشروعًا لبعث المنهج النبوي الصافي من خلال حلقات تفصيلية تتناول الإعداد الإلهي للأنبياء، وتشريح مراحل الرسالة، واستعادة سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم من منبعها الأول: القرآن الكريم.