في حديثه لقناة "المسيرة"، اليوم الأحد، لفت الدكتور الشيخ إلى أن الضربة اليمنية على بئر السبع تمثل أول عملية بعد وقف إطلاق النار بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكيان العدو الصهيوني، حيث سُمعت صافرات الإنذار صباحًا في مناطق جنوب الأراضي المحتلة، منها بئر السبع والبحر الميت، وذلك بعد رصد إطلاق صاروخ من اليمن.

وأشار إلى أن بئر السبع، التي عاشت هدوءًا نسبيًا منذ بدء العدوان على غزة، تعرضت سابقًا لضربة قاسية خلال الحرب مع إيران، وهو ما يعكس اتساع رقعة الاستهداف اليمني وتطور قدراته الصاروخية، سواء من حيث المدى أو الدقة. كما بيّنت الأوساط الصهيونية أن كيان العدو بات يواجه حرب استنزاف حقيقية مع اليمن، وهو ما أكدته مصادر استخباراتية في الكيان التي رأت أن استمرار الصواريخ اليمنية قد يُجبر الاحتلال على رد محسوب ومدروس.

وبين أن هذه العمليات لا تندرج فقط ضمن سياق الحرب الصهيونية ضد إيران، بل تتعلق ارتباطًا وثيقًا بالعدوان المستمر على غزة، مؤكدًا أن أنصار الله في اليمن التزموا بخط واضح لا ينفصل عن معاناة الشعب الفلسطيني. وبذلك، فإن كل عملية صاروخية أو مسيرة يمنية هي امتداد للدفاع عن المظلومين في غزة، ورسالة واضحة بأن اليمن لا يعترف بهدنة لا تشمل إنهاء العدوان بالكامل.

من جهة أخرى، شدد على أن استمرار هذه العمليات يعني كذلك استنزافًا اقتصاديًا كبيرًا لكيان العدو، خاصة في قطاعي السياحة والطيران، إلى جانب استمرار إغلاق ميناء أم الرشراش "إيلات" منذ نوفمبر 2023، ما يفاقم الخسائر المادية والمعنوية للكيان.

وفي السياق ذاته، تناول الشيخ العلاقة المتوترة بين الإدارة الأمريكية وكيان العدو، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي المجرم ترامب عبَّر عن استيائه من استنزاف المخزون العسكري الأمريكي لحماية الكيان، واصفًا مجرم الحرب نتنياهو بأنه سبب في تفاقم الأزمات. 

وأضاف أن ترامب لا يمتلك عقلية سياسية رصينة، بل يعتمد على أسلوب استعراضي هروبي، مرتبط بحلبة المصارعة، وأن علاقته بنتنياهو قائمة على المصالح الشخصية والمراوغة، أشبه ما تكون بعلاقة "القرد بالقرد"، في إشارة إلى السطحية والتكاذب السياسي.

وقال إن ما يحدث ليس سوى فصل جديد في معركة طويلة، وأن اليمن اليوم يكتب سطورًا مشرّفة في سجل محور المقاومة، مستندًا إلى عقيدة راسخة وتكنولوجيا متقدمة.

وأضاف أن استهداف بئر السبع بصاروخ دقيق من آلاف الكيلومترات دليل ساطع على تفوق نوعي لا يمكن لعدو هش أن يتجاهله، فاليمن، كما قال، ماضٍ في معركته بلا تراجع، وكيان العدو الصهيوني بات أمام واقع لا يمكن الهروب منه.