ومنذ فجر اليوم الثلاثاء، قتلت قوات العدوّ الصهيوني، أكثرَ من 50 فلسطينيًّا من منتظري المساعدات، وأصابت نحو 250 آخرين، في مجزرتَينِ مروَّعتَينِ وسطَ وجنوبي قطاع غزة. 

وأكّـدت حركةُ "حماس" أن حصادَ المجازرَ اليوميةَ الإسرائيلية بحق المُجوَّعين في قطاع غزة، والتحكم الأمريكي بالمساعدات الإنسانية "يُجسد جريمة من أبشع الجرائم التي عرفها العصر الحديث". 

واستنكرت "حماس"، في بيان، استهداف "إسرائيل" للأبرياء المجوَّعين، واستدراجهم إلى كمائنَ للقتل والموت؛ إذ ارتقى عشراتُ الشهداء صباح اليوم في مجزرة مروَّعة وسط وجنوبي قطاع غزة. 

وأدانت الحركةُ حالة الصمت عن هذه الجريمة التي تُرتَكب أمام سمع وبصر العالم، مناشدةً المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسّساتها مسؤولية كبرى لوقفها. 

وطالبت "حماس" بتفعيل آليات محاسبة قادة الكيان الصهيوني على جرائمهم ضد الإنسانية، ودعت إلى تحَرّك أممي وعربي وإسلامي شامل، والضغط لوقف حرب الإبادة المُستمرّة في قطاع غزة. 

ونادت بضرورة فرض إدخَال المساعدات الإنسانية والإغاثية وفق الآليات الأممية المعتمدة، وبعيدًا عن التحكم الإجرامي للعدو. 

من جانبها، قالت الجبهةُ الشعبيّة لتحرير فلسطين إن "مصائد الموت الجماعي بحق المُجوّعين مُستمرّة بصناعة صهيونية ومشاركة أمريكية". 

وحمّلت الجبهة، العدوَّ الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الممنهجة، كما حمّلت الإدارة الأمريكية شراكة الدم الكاملة؛ بوصفها داعمًا وشريكًا مباشرًا في "تصميم وتنفيذ هذه المصائد المميتة". 

وأكّـدت أن استمرارَ عمل الشركة الأمريكية للمساعدات، وهذه الآلية القاتلة، هو جزء من مخطّط منظم يُدار بوعي وسبق إصرار، ويُنفّذ بالتوازي مع قصف واسع للمدنيين وخنق متعمد لهم عبر منع إدخَال الغذاء والدواء والوقود. 

وأضافت أن المجتمع الدولي اختار التواطؤ والصمت، "تاركًا غزة وحيدةً بين أنياب التجويع المتعمد والقصف". 

ووجّهت نداءً عاجلًا إلى أحرار العالم للتحَرّك الفوري والجدي لوقف هذه الكارثة والمأساة المُستمرّة في غزة، والضغط؛ مِن أجلِ وقف العدوان وكسر الحصار، وكشف وتعرية الدور الأمريكي في صناعة هذه المجازر. 

من ناحيتها، أكّـدت لجانُ المقاومة في فلسطين أن الجرائم والمجازر الممنهجة بحق منتظري المساعدات "تُرتكَبُ بأيدٍ صهيونية نازية وبقرار وغطاء وبمشاركة أمريكية وسط نفاق دولي وصمت عربي لا يجيد إلا الإدانة". 

ودعت إلى تحَرّك شعبي، عالمي وعربي وإسلامي، لوقف حرب الإبادة والتجويع. 

ومنذ 27 مايو 2025، يتعرّض الفلسطينيون لإطلاق نار في نقاط توزيع مساعدات غذائية ضمن مشروع "أمريكي إسرائيلي"، أدانته الأمم المتحدة ومنظمات دولية عديدة؛ باعتبَاره أدَاةً لعسكرة المساعدات ووسيلة لإذلال السكان وتهجيرهم من مناطقهم. 

وبلغ إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات 516 شهيدًا وأكثر من 3،799 إصابة منذ البدء بعمل مراكز توزيع المساعدات الأمريكية المدعومة إسرائيليًّا في 27 مايو الماضي، وفق التقرير اليومي الصادر عن وزارة الصحة في غزة اليوم الثلاثاء.