وبالرغم من وصف الجولات الثلاث الماضية بالإيجابية والبناءة غير أن المبعوث الأمريكي "ستيفن ويتكوف" صرَّح مؤخرًا بأن بلاده "ستوقف المفاوضات إذَا لم تكن مثمرة"؛ ما أوجد استنكارًا واسعًا في الأوساط الشعبية الإيرانية.

وفي المقابل وصف وزير الخارجة الإيرانية عباس عراقجي، التصريحات الأمريكية بالمتناقضة، مؤكّـدًا أن تلك التقلبات "إحدى المشاكل في المفاوضات"، لافتًا إلى أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية، على عكس الطرف الآخر، لديها مواقفُ معروفةٌ ومبدئية".

وشدّد عراقجي على أن البرنامجَ النووي الإيراني "يتمتع بأُسُسٍ قانونية وتنظيمية قوية، وكانت كافةُ جوانبه سلميةً دائمًا وستظل تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، معتبرًا ذلك أحد حقوق الشعب الإيراني التي "لا يجوزُ حتى التفاوُضُ عليها أَو المتاجَرةُ بها".

واعتبر التخصيبَ أحد إنجازات الشعب الإيراني ومفاخره، و"قد تم دفعُ ثمنٍ باهظٍ لهذا التخصيب، وكانت دماءُ علمائنا النوويين وراء هذا الإنجاز"، مبينًا أن إيران قدمت للأطراف الأُخرى "خُطَّةً يمكنُها ضمانُ الطبيعة السلمية للبرنامج النووي".

وأكّـد مراسلُ قناة "المسيرة" في طهران علي جعفر أن الصحافة الإيرانية والشارع العام استهجن تصريحات المبعوث الأمريكي "ويتكوف" بشأن مِلف المفاوضات واستخدامَه لغةَ التهديد.

وأوضح أن "إيران وضعت هيكلًا محدّدًا للمفاوضات، قائمًا على ثلاثة شروط أَسَاسية لا يمكن التنازُلُ عنها، وهي رفعُ العقوبات المفروضة عليها وحقها في الاحتفاظ بتخصيب اليورانيوم داخل أراضيها لاستخدامه في شؤون سلمية، ورفضُها القاطعُ لأية ضغوطات تمارَسُ عليها أثناء المفاوضات"، مبينًا أن "الوفد الإيراني يفاوِضُ بحذر شديد بما يخدم المصالح الإيرانية"، منوِّهًا بأن "المحاولات الأمريكية ربطَ مِلف التفاوض بشؤون أُخرى إقليمية ودولية ستواجَهُ برفضٍ تام".

في السياق ذاته، أكّـد الباحثُ في شؤون العلاقات الدولية الدكتور طارق فخري، أن الجمهورية الإسلامية في إيران "تفاوضُ الأمريكانَ حول المِلف النووي بحنكة بالغة"، مُشيرًا إلى أن "المفاوضات غير المباشرة مع أمريكا تهدفُ إلى رفع العقوبات المفروضة على إيران".

وأوضح في تصريحٍ لقناة "المسيرة" أن "إيران تسعى لإنجاح المفاوضات تحاشيًا من الوقوع في شبه الحرب التي تريد دول الغرب إيقاعها فيها"، لافتًا إلى أن "إيران في حال فرضت الحرب عليها قادرة على التصدي للحرب وحماية أراضيها".

وبيّن أن "الجانب الأمريكي يسعى من خلال المفاوضات لتحقيق مكاسبَ سياسية واقتصادية تحَسبُ للرئيس الأمريكي ترامب"، موضحًا أن "الدبلوماسيةَ الأمريكية قائمةٌ على استخدام لُغة التهديد والقوة لتحقيق مكاسبَ سياسية".

وتطرق فخري إلى أن "إيران تستبعد الحربَ المباشرة ضد أمريكا؛ كون الحرب ستسهم في إشعال المنطقة بشكلٍ عام وبما يؤثر على مصالح أمريكا لسنين طويلة".