-
العنوان:الأسوة والقدوة
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:كانت محط اهتمام الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، حظيت برعاية كبيرة، تربت على يديه الشريفتين تربية صالحة، تعلمت منه مختلف العلوم، سمعت من فمه الطاهر آيات الذكر الحكيم وتمثلت تلك الآيات قولاً وعملاً، تحملت معه صلى الله عليه وآله وسلم أعباء الدعوة الإسلامية وهي ما زالت طفلة صغيرة، كانت ترعاه كما كان يرعاها حتى قال عنها: "أم أبيها"، لا سيما بعد وفاة أمها الصديقة خديجة التي ترك رحيلها بالغ الأثر في نفس رسول الله، كانت تواسيه وتخفف عنه ما يعانيه من كفار قريش وأعداء الرسالة المحمدية، فكانت خير خلف لخير أم من أمهات المؤمنين، حتى بلغت أعلى درجة في درجات سلم الكمال الإيماني والإنساني، لم تكن كأي أنثى على هذا الوجود، بل كانت كما قال عنها صلى الله عليه وآله وسلم: "سيدة نساء العالمين وسيدة نساء المؤمنين وسيدة نساء أهل الجنة".
-
التصنيفات:مقالات
-
كلمات مفتاحية:مقالات
وفي ذلك البيت الطاهر المفعمة أجواؤه بنور الإيمان والتقوى والعفاف، نشأت وترعرعت فاطمة الزهراء سلام الله عليها، وكلما كبرت، كلما تجلت فيها معالم السمو الإيماني والأخلاقي والإنساني بشكل أكبر، وما إن بلغت سن الزواج حتى تسابق الصحابة لنيل شرف الاقتران ببضعة النور وربيبة بيت النبوة، ولكن لأنّ الله أراد لتلك الابنة أن تكون نواة لسلسلة العترة الطاهرة لم يأذن بزواجها إلا بعد أن تقدم لها من هو جدير بأن يكون كفء لها، فجاءت المباركة السماوية عندما تقدم لها سيد الوصيين وقائد الغر المحجلين الإمام علي عليه السلام لما تميز به من كمال الإيمان والإخلاص والتضحية في سبيل الله مع ابن عمه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، فشكل الإمام علي مع الزهراء سلام الله عليهما الأساس واللبنات الأولى لذلك البيت المنور بنور الإيمان، حتى أصبحا قدوة لغيرهما من المؤمنين الصادقين، فخرج من ذلك البيت الطاهر أئمة التقى وأعلام الهدى، حيث تربى ابناؤهما على أرقى مستوى، مع والدين عظيمين، تحفهم أيضاً رعاية جدهم المختار صلى الله عليه وآله وسلم، الذي قال عن ابنيهما: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة". فتعلما الإيمان ومكارم الأخلاق، ومعهما كذلك الطاهرة زينب الحوراء عليهم سلام الله أجمعين.
وتحملت ريحانة رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - في البيت المتواضع للإمام علي عليه السلام متاعب الحياة وأعباءها، وواصلت طريق التضحية والفداء من أجل الله وفي سبيله، حتى بلغت درجة أن يكون رضاها لله وغضبها أيضاً لأجله. فقال عنها صلى الله عليه وآله وسلم: "فاطمة بضعة مني من أغضبها أغضبني ومن أغضبني أغضب الله"، فكانت حياتها حافلة بالمواقف العظيمة والمشرفة التي تتشرف بها عندما تلقى الله وتقف بين يديه.
وكما فتح الله المجال للرجل ليرتقي في سلم الكمال الإيماني والأخلاقي، فتح كذلك للمرأة، وهذه نعمة من الله يجب على المرأة أن تشكره عليها، وتقتدى بمن يجب عليها أن تقتدي بها. ولم يأت تغييب فاطمة الزهراء وغيرها من سيدات نساء الجنة والمؤمنات العظيمات من كتبنا ومناهجنا ووسائل إعلامنا إلا ضمن خطة مدروسة؛ لأنّ الأعداء يدركون جيداً أن الاقتداء بهن يعني فشل مشاريعهم ومخططاتهم في استهداف الأمة والقضاء عليها.
إنّ أيّ ذكرى تتعلق بهذه المرأة العظيمة لا تستحق منا أن نذكرها في فترة معينة فحسب، بل إنّ الزهراء عليها السلام مدرسة متكاملة الأركان نتعلم فيها الكثير من الدروس والعبر في شتى مجالات الحياة، لنرتقي في إيماننا ووعينا، وحتى لا نقع ضحية للمشاريع الشيطانية لأعداء الدين والأمة، وستظل الزهراء نوراً مشعاً يضئ كل جنبات حياة المؤمنات الصادقات.
تغطية إخبارية | عن الذكرى 58 لعيد الجلاء 30 نوفمبر | مع أنس القاضي وعلي الكردي وأحمد العليي ومحفوظ ناصر 10-06-1447هـ 30-11-2025م
🔵 تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات سوريا و غزة والضفة الغربية و | مع وليد درويش و د. محمد هزيمة و عدنان الصباح و فارس احمد 08-06-1447هـ 28-11-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة ولبنان | مع عمر عساف و طارق عبود و عمر معربوني 07-06-1447هـ 27-11-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة والضفة الغربية و لبنان | مع د. وليد محمد علي و د. نزار نزال و صالح أبو عزة و العقيد أكرم كمال و د. محمد هزيمة 07-06-1447هـ 27-11-2025م
الحقيقة لاغير | عندما يحتفل العملاء بذكرى الاستقلال وثورة الرابع عشر من أكتوبر 11-06-1447هـ 01-12-2025م
الحقيقة لاغير | ذكرى الاستقلال عام ( ١٩٦٧م ) تفضح العملاء والخونة في العام ( ٢٠٢٥م) 09-06-1447هـ 29-11-2025م