تقارير / 12 ديسمبر / المسيرة نت : مثلت خطوة منح البرلمان الثقة الدستورية لحكومة الانقاذ الوطني المسمار الاخير في نعش ما يسمى شرعية هادي وحكومته التي شكلها في فنادق الرياض بعيدا عن اي اسناد شعبي او دستوري ، غير ان مزاج المجتمع الدولي لايزال غارقا في وحل التورط مدفوع الثمن في المشاركة والتأييد للعدوان على اليمن او بالسكوت على جرائمه .
وكما يعد منح البرلمان اليمني خطوة استراتيجية قد تغير المواقف الدولية على المدى القريب ، فان مأزق شرعية الفار هادي وحكومته لا يختلف عن مأزق مشروعية النظام العالمي التي باتت تجدف خارج القانون الدولي ، وتتحرك بعيدا عن المصداقية والعدالة التي تنص عليها المواثيق والاعراف والشعارات الديموقراطية ايضا ، الامر الذي انعكس على المواقف الدولية ازاء العديد من القضايا وتسبب في تفاقم اوضاع بلدان عدة وآخرها ما يجري في اليمن .
على مقربة من ذلك ، جاءت كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قائد الثورة اليوم لتدعو المجتمع الدولي للتعاطي بمسؤلية مع حكومة الانقاذ التي اشار الى نيلها ثقة البرلمان باعتبارها حضيت بالمشروعية الدستورية والشعبية .
و في الوقت الذي جدد البرلمان اليمني انتخاب هيئة رئاسته ، كانت حكومة الانقاذ الوطني برئاسة الدكتور عبدالعزيز بن حبتور قد حضيت بثقة البرلمان باغلبية ساحقة حيث صوت امس السبت لصالحها بأغلبية 165 صوتا ، وباركت القوى والمكونات السياسية الوطنية تلك الثقة ، وقال ناطق انصار الله في تغريدة له امس " إذ نبارك للحكومة نيل ثقة البرلمان ولهيئة رئاسة مجلس النواب إعادة الانتخاب ونتمنى للجميع التوفيق والسداد في هذه المرحلة التاريخية والمفصلية "، دون ان يشير الى ما يمكن ان يحدث من تبعات لنيلها الثقة .
من جهته اعلن وزير الاعلام في حكومة الانقاذ الوطني احمد حامد امس عن انعقاد مجلس النواب و منح الحكومة الثقة ، و قال حامد في تصريح لوسائل الاعلام ان هذه الخطوة تضع المجتمع الدولي امام امتحان المصداقية ويعد اختبارا جديدا " لمن يتشدقون بالديمقراطية " واضاف حامد " نحن ماضون في سد الفراغ "، منوها الى الى ان الحكومة ستعمل وفق الامكانات المتاحة ولا تمتلك عصا سحرية .
وفي موقف دولي هو الاول من نوعه رحبت الجمهورية الاسلامية الايرانية بمنح البرلمان الثقة لحكومة الانقاذ التي شكلت حديثا بصنعاء ، إيران التي كانت تنتظر كما يبدو خطوة منح البرلمان اليمني الثقة ، لتعترف بحكومة عبدالعزيز بن حبتور، اكد المتحدث باسم خارجيتها اليوم على شرعية ومكانة مجلس النواب اليمني ، مرحبا بقيام هذا المجلس بمنح الثقة للحكومة .
الى ذلك ، يرى محللون وسياسيون ان المجتمع الدولي قد يلتزم الصمت حيال نيل حكومة الانقاذ ثقة البرلمان اليمني الذي يعد المؤسسة الدستورية الوحيدة التي لاتزال قائمة لم تغيرها الاحداث التي شهدتها السنوات الماضية ، منوهين الى ان هذا الصمت هو هروب من الاستحقاقات التي تترتب على نيلها الثقة ، وان ذلك لن يطول خصوصا وان الواقع سيحتم التعاطي معها وربما الاعتراف بها