مكائد بني إسرائيل عبر العصور
لقد كشف القرآن الكريمُ طبيعةَ بني إسرائيل منذ قرون، وأوضح أنهم قومٌ لا يعرفون إلا المكر والخداع، وأنهم يسعون دائمًا في الأرض فسادًا، وأن هذه الصفات متجذّرة فيهم لا تتغير بتغيّر الأزمان. قال الله تعالى: {أَفَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أكثرهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}، واليوم، لا تختلف أساليبهم عمّا قصّه القرآن، إلا أنها لبست لباسًا جديدًا يتماشى مع أدوات العصر: الإعلام والاقتصاد والسياسة.
في مجال الإعلام، أدرك اليهود أن
السيطرة على العقول أخطر من السيطرة على الأرض، فبنوا لأنفسهم إمبراطورياتٍ إعلامية
ضخمة: قنوات فضائية، منصات رقمية، وكالات أنباء، وصحف عالمية واسعة الانتشار. وقد
نجحوا في توظيف هذه القوة لصناعة صورة مشوّهة عن العرب والمسلمين؛ فالعربي يُصوَّر
على أنه متخلّف، والمسلم يُقدَّم على أنه إرهابي، بينما يُظهرون أنفسهم في صورة
الضحية البريئة التي تبحث عن الأمن والسلام.
هذه السياسة الإعلامية ليست بعيدة عن
طبيعتهم القديمة التي كشفها القرآن: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ}، كانوا
يحرّفون الكتب أولًا، واليوم يحرّفون الحقائق والأخبار. ومن أبرز الأمثلة أن كُـلّ
جرائمهم في فلسطين تُخفى أَو تُقدَّم بعبارات مُضللة، فيقال عن المجازر إنها
"اشتباكات"، وعن قتل الأطفال إنه "دفاع عن النفس"، وعن الاحتلال
إنه "حق تاريخي".
أما في الاقتصاد، فقد أدركوا أن
الهيمنة المالية وسيلة لإخضاع الشعوب والدول دون الحاجة إلى جيوش. فأسسوا البنوك
الربوية، وسيطروا على الشركات العابرة للقارات، وربطوا العالم بنظام مالي مرهق
قائم على الفائدة والديون. وبذلك جعلوا كَثيرًا من الدول أسيرة لهم، تابعة
لقراراتهم، وعاجزة عن التحرّر من قيودهم.
لقد وصف القرآن هذا السلوك بدقة حين
قال: {فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ
أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثيرًا وَأَخْذِهِمُ
الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أموال النَّاسِ بِالْبَاطِلِ
وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}.
فالربا عندهم ليس مُجَـرّد معاملة
مالية، بل سلاح يُخضعون به الأمم. وما نشهده اليوم من أزمات اقتصادية عالمية، ومن ارتهان
الدول لقرارات مؤسّسات مالية كبرى، ما هو إلا انعكاس لمكرهم.
وفي السياسة، تمكّنوا من التغلغل في
مراكز صنع القرار العالمي. يملكون جماعات ضغط كبرى في أمريكا وأُورُوبا، تُملي على
الحكومات ما تريد، وتوجّـه قراراتها بما يخدم المشروع الصهيوني. يحرّكون الرؤساء
والوزراء كما تحَرّك الدمى، ويقودونهم نحو إشعال الحروب في الشرق الأوسط وغيره، بينما
هم يظهرون في صورة من يسعى إلى "السلام". وهذا عين ما وصفه القرآن: {كُلَّمَا
أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرض فَسَادًا
وَاللهُ لَا يُحِبُّ الْـمُفْسِدِينَ}،
إنك تراهم في كُـلّ حرب، من العراق
إلى لبنان إلى سوريا، ومن فلسطين إلى اليمن إلى إيران، حاضرين في الكواليس، يؤججون
الصراع ثم يجلسون على طاولة التفاوض في موقع "الحَكَم".
وما يزيد الأمر وضوحًا أن هذه الأدوات
الثلاث: الإعلام، الاقتصاد، والسياسة، لا تعمل منفصلة، بل تعمل بتكامل محكم. فهم
يصنعون صورة ذهنية عبر الإعلام، ثم يُحكمون قبضتهم المالية عبر الاقتصاد، ثم
يُترجمون ذلك إلى قرارات سياسية تخدمهم. فمثلًا: يُقدَّم الفلسطيني المقاوم في
الإعلام كـ"إرهابي"، فتُقطع عنه المساعدات المالية، ثم يُصدر القرار
السياسي بمحاصرته وقتله. هذا الترابط بين أدوات المكر جعلهم يحقّقون مكاسب لم يحقّقوها
في الحروب المباشرة.
لكن في المقابل، ما زال كثير من
العرب والمسلمين غافلين عن خطورة هذا المخطّط، بل إن بعض الأنظمة انخرطت في مشاريع
التطبيع معهم، وفتحت لهم الأسواق والصفقات، وسمحت لهم بالتغلغل في مجتمعاتنا. وهذا
انحراف خطير، لأن القرآن قد حذّرنا صراحة من موالاتهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أولياء بَعْضُهُمْ أولياء
بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي
الْقَوْمَ الظَّالِـمِينَ}.
إن مكر بني إسرائيل اليوم ليس خيالًا،
بل واقع يعيشه العالم: إعلام يضلّل، اقتصاد يُفقِر، وسياسة تُشعل الحروب. والمطلوب
من العرب والمسلمين أن يستفيقوا من غفلتهم، ويعيدوا بناء وعيهم على ضوء القرآن، ويحصّنوا
أجيالهم من التضليل، ويستعيدوا قرارَهم السياسي والاقتصادي بعيدًا عن التبعية. فالمعركة
مع هذا العدوّ ليست معركة حدود فقط، بل هي معركة هوية ووجود.
وعليه، فإن الواجب على الأُمَّــة الإسلامية
اليوم أن تواجه هذا المكر بثلاثة مسارات متوازية:
أولًا: في مجال الإعلام، يجب أن نبني
مؤسّسات إعلامية قوية تنقل الحقيقة كما هي، وتكسر الصورة المشوهة التي يصنعها
الصهاينة عن الإسلام والعرب. إن مواجهة التضليل لا تكون إلا بوعي إعلامي رسالي، قال
تعالى: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ
زَهُوقًا}،
ثانيًا: في مجال الاقتصاد، يجب التحرّر
من هيمنة النظام الربوي العالمي، وبناء اقتصاد بديل قائم على العدل والشفافية، يحفظ
ثروات الأُمَّــة من النهب. فالقرآن حذرنا من سلاح الربا الذي يستعملونه: {يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا
إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَـمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ
اللهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أموالكُمْ لَا تَظْلِـمُونَ
وَلَا تُظْلَـمُونَ}.
ثالثًا: في مجال السياسة، لا بد من استعادة
القرار السياسي المستقل، ورفض التبعية للهيمنة الصهيونية، وبناء قوة ذاتية تجعل
الأُمَّــة فاعلة لا مفعولًا بها. قال الله تعالى: {وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ
لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا}.
وختامًا، إن بني إسرائيل لم ولن يتغيِّروا،
وإن مكرهم سيبقى مُستمرًّا. لكن وعد الله قائم أن الباطل مهما تجبّر فلن يصمد أمام
الحق. فالمطلوب من العرب والمسلمين اليوم أن يستشعروا عظم المسؤولية، وألا ينخدعوا
بزينة الشعارات الباطلة، وأن يعدوا للأُمَّـة قوة علمية، إعلامية، اقتصادية، وسياسية،
تحصّنها من هذا الخطر الداهم. فالمعركة اليوم ليست فقط على حدود فلسطين، بل على
هوية الأُمَّــة ومستقبلها.
مليشيا الانتقالي تدفع بقوات إضافية إلى المحافظة: شركة بترومسيلة تعلن التوقف عن العمل بسبب أحداث حضرموت
المسيرة نت| متابعات: أرسلت مليشيا الانتقالي المدعومة من الاحتلال الإماراتي اليوم تعزيزات عسكرية إضافية إلى خطوط المواجهة مع قبائل ما يسمى "حلف حضرموت" الموالية للاحتلال السعودي في هضبة حضرموت شرقي اليمن، حيث يخوض الطرفان مواجهات منذ أيام للسيطرة على المحافظة الغنية بالنفط.
العميد أبي رعد للمسيرة: قانون التفوق الصهيوني يحوّل السعودية والخليج إلى مخازن أسلحة بـتريليون دولار
المسيرة نت| خاص: أكّد الخبير العسكري العميد علي أبي رعد أنّ تكديس السعودية لكميات هائلة من الأسلحة، التي بلغت قيمتها الإجمالية ما يقارب التريليون دولار في الصفقات الأخيرة والسابقة، لم ينتج عنه أيّة قوة حقيقية موجهة ضد "العدوّ المعلن"، أيّ الكيان الإسرائيلي، "بل تم توجيه هذه الترسانة الضخمة بالكامل نحو اليمن العزيز".
الحسني للمسيرة: سيناريو التدخل العسكري في فنزويلا.. رهان أمريكي محفوف بالفوضى
المسيرة نت| خاص: أشار الإعلامي اليمني طالب الحسني إلى أنّ سيناريو التدخل العسكري الأمريكي في فنزويلا، هو رهان محفوف بمخاطر الفوضى الكبيرة والرفض الدولي، مؤكّدًا أنّ هذا السيناريو يصطدم "بعقدة الصمود الداخلي في فنزويلا وغياب الاستجابة العسكرية للانقلاب"، فضلاً عن "التحالفات الجيوسياسية القوية مع قوى دولية كبرى".-
06:07مكتب مجرم الحرب نتنياهو: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعا رئيس الوزراء إلى لقاء في البيت الأبيض في المستقبل القريب
-
06:03وزارة الحرب الأمريكية توافق على صفقة لبيع السعودية معدات لطائرات مروحية ومعدات ذات صلة بقيمة تقدر بمليار دولار
-
05:57ترمب: هندوراس تحاول تغيير نتائج انتخاباتها الرئاسية وإن فعلوا ذلك فسيكون الثمن باهظا
-
05:56إسرائيل هيوم: "رئيس أركان الجيش الإسرائيلي" أيال زامير يزور الأسبوع المقبل واشنطن في أول زيارة رسمية له
-
04:50مصادر سورية: قوة عسكرية للعدو الإسرائيلي تتوغل في قرية الأصبح بريف القنيطرة الجنوبي وتداهم منازل مواطنين وتجري عمليات تفتيش
-
04:49مصادر فلسطينية: قوات العدو تشن حملة مداهمات لمنازل المواطنين خلال اقتحامها بلدة حلحول شمال الخليل جنوب الضفة الغربية